الهويــــة - نقاش مع شاب سعودي يريد "إشتراء" الديمقراطية" !

في نقاش مفتوح على "الفيس بوك" في ما يخص "الهوية العربية و القناعات الشخصية"، كانت مداخلتي كالآتي :

الشادلي بن مسعود : في هذا العصر، الهوية - في رأيي - يجب أن تكون أولا و بالأساس "د يــــــــــــــمقراطية". و إلا فسيكون مآلها إما الانحراف أو الذوبان.

- فبدا لي و كأن كلامي هذا قد أزعج متدخل من "السعودية"، فطرح علي السؤال الآتي:

 وليد القرشي: وأين هي الديمقراطية يا سيد مسعود ؟ دلني عليها كي أشتريها ...

-و كانت إجابتي للسيد وليد كالتالي :

الشادلي بن مسعود: إن الديمقراطية ليست بضاعة تباع و تشترى كما هو الشأن في "البترول" الخليجي مثلا.

هي بالأساس ثقافة و عقلية و شعورا بالمواطنة و الوطنية، باحترام الآخر و الإيمان بالعدالة الاجتماعية و الكرامة.

وأخيرا فإن الديمقراطية هي الشعور أن المواطن في بلد ديمقراطي له حقوق و واجبات، بخلاف ما يحدث مثلا في بلدان الخليج العربي، حيث لا توجد لا مواطنة ولا مواطنون.

في مثل تلك الربوع، فإن الناس كلهم على بكرة أبيهم رعية (حتى لا أقول عبيدا) مسخرة لا لخدمة الوطن، بل لخدمة الراعي الملك فلان، أو الأمير فلتان.

لا توجد في تلك الربوع لا مواطنة، ولا مؤسسات ديمقراطية و لا محاسبة و لا اعتبار للمصلحة العامة.

 فهذا يا سيدي – بإيجاز- المعنى المتداول للديمقراطية التي ضحى من أجلها الكثيرون في تونس، في مصر و ليبيا، ولا زال يضحي من أجل الحصول عليها الكثيرون في اليمن و سوريا و كذلك في البحرين، رغم التدخل السافر في شؤون هذا البلد التواق للحرية و الكرامة من طرف أعداء الحرية و الديمقراطية و العدالة و حقوق الإنسان العربي.